إلـى متـى ... هـذا الصمـت ...؟
!!!
أختاه
.. يا ابنـة الإسلام .... يا حفيـدة الصالحـات ....
يا مَن رضيتى بالله رَبَّـاً ، و بالإسـلام دينـاً ، و بمحمدٍ - صلى الله عليه
وسلم - نبياً ...
إلـى متـى تكتمين صـوتـك ؟!!
إلـى متـى تظلين فـى صمتـك ؟!!
إلـى متـى يغـيب دورك ؟!!
إلـى متـى ترضـين بالقيـود ، ولا تحاولـين تَخَطِّـى الحواجـز ؟!!
إلـى متـى ......؟؟
!!!
لِمَ تخجلين مِن الدعـوة إلـى الله ؟!!
لِمَ تستحين مِنْ إنكار المنكـر ؟!!
لِمَ لا تأمرين بالمعـروف ؟!!
◘◘◘◘◘
قد تقولين : أنا أخجل مِن مُواجهة الناس ، ولا أعـرف كيف أدعـوا ..
أقول لكِ : تَشَجَّعِى وتَعَلَّمى .
قد تقولين : الناسُ لا يَقبلون منى ..
أقول لكِ : حاولى .
قد تقولين : الناس يَستهزءون بى ويقولون { نعم يا عم الشيخ ، تفضلى يا حاجة ،
قولى يا مولانا } وغير ذلك من عبارات الاستهـزاء ..
فـ أقـول لكِ : لا تتأثرى .
قد تقولين : الناس لا يَستجيبون ..
أقول لكِ : لا تيأسى .
قد تقولين : أنا أغضب بسـرعة ..
أقول لكِ : اكظمى غضبك قَدْرَ استطاعتك .
قد تقولين : أنا لم أحصل على شهادةٍ تؤهلنى للدعوة ..
فأقول لكِ : ليست الشهادةُ شرطاً لذلك ، وقد قال جل وعلا :
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))
[آل عمرن:110] .
وقال
تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )) [التوبة:71] ..
فلم يُخَصِّص الله سبحانه و تعالى شخصاً بعينه أو جماعةً بعينها بالدعوة ،
لكنه جعل الأمرَ عَامَّاً لجميع المسلمين ..
وفى هذا رَدٌّ واضح وصريحٌ على مَنْ يَدَّعى أَنَّ الدعوة خاصةٌ بالعلماءِ فقط ..
ومما يؤكد أيضاً أَنَّ الدعوةَ واجبةٌ على جميع المسلمين قولُ
النبى
صلى الله عليه وسلم : (( والذى نفسى بيده لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف ،
ولَتَنْهَوُّنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عِقاباً منه ثم
تدعونه فلا يُستجاب لكم )) [رواه الترمذى وقال حديثٌ حسن] ،،،
وقوله أيضاً : (( مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ،
فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان )) [رواه مسلم] .
فهل بعد ذلك يا أختاه .. تبقين فى صمتك ..؟!!
و لا تُحَطِّمين كل الحواجز التى تقف فى طريقك ..؟!!
اعلمى أختاه .. أَنَّ الدعوةَ إلى الله تعالى هى أفضلُ الأعمالِ على الإطلاق ..
يقول سبحانه وتعالى : (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحَاً
وَقالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) [فصلت: 33] .
و انظرى للصحابة رضى الله عنهم .. لم يكتفِ الواحدُ منهم بإسلامه
ويقول : ‹‹ الحمد لله الذى هدانى للإسلام ›› ويسكت أو يجلس فى بيته يتعبد
تاركاً مَنْ حوله .. لكنهم أسلموا ودعوا غيرهم للإسلام ..
فهذا أبوبكرٍ الصديق رضى الله عنه حين أسلم بدأ يدعوا الناس للإسلام ،،
فأسلم على يده عددٌ مِنْ الصحابة ..
و كذلك الطفيل بن عمرو الدوسى بعدما أسلم ذهب إلى قومه وبدأ يدعوهم
للإسلام فأسلم على يده أُناسٌ كثير ..
وهذا أبوهريرة استمر فى دعوة أمه للإسلام حتى جاء اليوم الذى أسلمت فيه
بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم لها ..
وهكذا مع كل مَن دخل فى الإسلام ، يبدأ فى دعوة الناس مِنْ حوله ولا يخجل ،
و يجعل الدعوةَ هَمَّه ..
فإذا كان هذا هو الحال مع مَن لم يولد مسلماً ..
أختاه
... تَخَطِّى كُلَّ الحواجز التى تعوقك عن الدعوة ...
فُكِّى القيود التى وضعتيها على نفسك ...
أَزِيلى الصعوبات التى أمامك ...
اخرجى مِن صمتك ...
ابدأى مِن الآن ...
فى طريق الدعـوة ... انطلقى ... لا تترددى ...
لا تتكاسلى ... لا تُسَوِّفى ...
.... و الله معكِ .... يحفظكِ و يرعاكِ و يُعينكِ ...